فلسطين ميديا :
أطلق أب أميركي يدعى تومي جوردان 9 رصاصات على حاسوب ابنته المراهقة البالغة 15 عاما في فبراير/شباط 2021، وذلك انتقاما على نشرها أخبارا سلبية عنه عبر حسابها على فيسبوك.
عايشنا في منطقتنا العربية قصصا أقسى في عقاب مراهقات خالفن تعليمات أسرهن، لكن المؤكد أن العنف ليس حلا، ولا سيما أن التمييز بين الصواب والخطأ يمثل تحديا حقيقيا أمام المراهقين.
من الطبيعي أن تحرص الأم على اتخاذ رد الفعل الذي تعتقد بصحته إذا نشرت ابنتها شيئا غير لائق على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن هل تضع الأم دائما مصلحة ابنتها في الحسبان؟ هل فكرت كأم في ما ستفعله ابنتك المراهقة في غيابك؟
جمعنا للأم نصائح تربوية عدة لمساعدتها في التعامل مع فتاة مراهقة أخطأت في عصر الإنترنت.
لا تبالغي في ردة فعلك
دعينا نتفق على شعورك بالصدمة، فكيف تجرؤ فتاتك على ذلك الفعل؟ وكم كذبة نطقت في وجهك؟ وهل هي آسفة حقا؟
لست وحدك، تساهلت كثير من الأمهات في الشروط التي وضعنها حول الهواتف والتطبيقات الاجتماعية خلال فترة انتشار كوفيد-19، وصار من الصعب العودة للقواعد الصارمة بعد عامين من التساهل بدافع الملل.
ما نحتاجه الآن هو استعادة القواعد والتمسك بها، ويبدأ ذلك بقبول ابنتك وليس رفضها من الأسرة، وسماعها بدلا من إغراقها في محاضرات عن احترام الأسرة والقيم، ثم الصمت، استمعي لما يدور في عقلها وتفسيرها ما حدث.
اسأليها عما يدفعها إلى نشر شيء ما بدلا من التركيز على انطباعك عنه، أو اتهامها بأنها لا تفكر على الإطلاق، اسأليها عن مفهومها عن الأمان الإلكتروني، بما في ذلك نشر أسرار عائلية أو صور لا تناسب قيم الأسرة، دعيها تقيّم منشوراتها، هل هي مهمة أم معرفية أو لطيفة أم مثيرة أم جاذبة؟
ستتمكنين من معرفة وجهة نظر فتاتك لتناقشيها وتعالجي الخلل ولمنحها فرصة للتواصل معك، ووضع خطة معها لمعالجة خطئها بدلا من مهاجمتها وخسارة فرصة قد تتيح لك مساعدتها.
لا للعقاب الفوري
تسببت ابنتك في كشف أسرار للعائلة أو نشرت صورة غير لائقة، نحن نقدر ما عانيته أنت وأسرتك من سلوكها، لكن العقاب القاسي والفوري والعلني بعض الأحيان ثم المسامحة الفورية لن يحققا نتائج طويلة المدى.
وتنصحك لين سكوفيلد أستاذة علم النفس في جامعة دنفر باتباع نهج طويل المدى، قد يستغرق منك وضع نهج جديد بعض الوقت، ويجب على ابنتك فهم أنها لن تدفع ثمن أخطائها لتتحرر من العقاب، بل عليها استعادة علاقة ثقة بينها وبين أفراد أسرتها، ومعرفة أن الهدف هو مساعدتها ودعمها لأنك تهتمين بأمرها، وليس الهدف هو جعلها تعاني مثلما عانيت من فعلتها.
على الابنة استعادة علاقة الثقة بينها وبين أفراد أسرتها ومعرفة أن الهدف هو مساعدتها (شترستوك)
تحدثي مع ابنتك المراهقة
تتضمن مهامك كأم مناقشة وطرح الأسئلة، والاستماع لإجابات لن يرضيك معظمها، وكشف مركز "بيو" للأبحاث عام 2016 أن أقل من نصف الأسر التي شملها الاستطلاع ناقشت بانتظام محتوى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي مع أبنائها المراهقين.
وجاءت النتيجة عكس ما ينصح به الخبراء، من التحدث مع ابنتك حول المشاهير الذين تتابعهم والأثر النفسي لمتابعتهم، فإذا تابعت ابنتك مشاهير مهتمين بالحميات الغذائية القاسية أو تقليعات ملابس غريبة أو سلوكيات محفوفة بالمخاطر فستقدم لها الخوارزميات محتوى متعلقا بذلك وما يبحث عنه هؤلاء المشاهير وكيف يتصفحون الإنترنت وكيف يرون العالم.
ابحثي في إعدادات وسائل التواصل الاجتماعي على هاتف ابنتك، وادخلي إلى "الأمان"، ثم "الوصول إلى البيانات"، ثم "الإعلانات"، واختاري موضوعات إيجابية، مثل: الأسرة، النجاح، التفوق، العلم، حب الذات، وأغلقي باب المشاهير المهووسين وتأثيراتهم السلبية.
ضعا معا هدفا إيجابيا
يتجاهل المراهقون النصائح التي تجعل منهم نسخة من أولياء أمورهم أو صورة مثالية لا يتبعونها، لذا لا يمكن نصح ابنتك باتباع سلوكك لتكون نموذجا أفضل، أو أن تهتم بدروسها كي لا تتلقى عقابا، فتلك ليست أهدافا تسعى لها.
هناك طريقة أكثر فاعلية لوضع أهداف، وهي سماع أهدافها، فهل تأمل في الالتحاق بكلية معينة؟ أو الحصول على وظيفة في شركة عالمية؟ أم تتمنى أن تلعب رياضة؟ أم العمل في مجال الموضة؟
ساعدي ابنتك المراهقة على إيجاد نماذج إيجابية تشاركها أهدافها، كمتابعة أفضل لاعبة جمباز في العالم أو أصغر رائدة أعمال في الشرق الأوسط.
نشر مركز "كندا لأبجديات الإعلام الرقمي" نتائج دراسة قامت على العلاقة بين الوالدين والمراهقين عبر الإنترنت، أجرى الباحثون مقابلات مع مراهقين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما وأولياء أمورهم، وخلصوا إلى أن الأبناء يشاركون تفاصيل حياتهم بشكل روتيني مع الوالدين عندما لا يراقبهم أحد أفراد الأسرة.
ضعي آدابا وقوانين للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من مراقبة سلوك ابنتك، فإذا قررت منحها هاتفا خاصا فإن ذلك لا يعني إمكانية الوصول له على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، لذا اتفقي معها على أخذ الهاتف كل ليلة قبل الخلود إلى النوم، وإذا كانت تستخدم هاتفها للتنبيه فاشتري لها منبها غير متصل بالإنترنت.
يمكنك أيضا تعيين حدود زمنية على الهاتف، كاستخدام تطبيق إنستغرام لمدة 30 دقيقة فقط إذا كنت من مستخدمي آبل، أو تطبيق Family sharing إذا كنت من مستخدمي آندرويد.
أما إذا كنت تفضلين عدم مراقبة استخدامها إلكترونيا يمكنك ببساطة أن تطلبي منها تسليم هاتفها ليلا وأثناء التركيز على الواجبات المنزلية أو أي نشاط آخر.