رصد نيوز-فلسطين المحتلة
قائد هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، مُتغطرِس وفاشِل، وعلى الرغم من أنّ في فترته لم يخُض حربًا بالمعنى الكامل للكلمة، لم يستغّل الظرف بهدف تطوير الجيش الإسرائيليّ، الذي بقي يُراوِح في مكانه، هذا ما جاء في تحليلٍ لخبير الشؤون الأمنيّة والإستراتيجيّة، يوسي ميلمان، نشره في صحيفة (هآرتس) العبريّة.
ميلمان أكّد في تحليله على أنّه خلال السنوات الأربع التي قضاها كوخافي في قيادة جيش الاحتلال أثبتت لكلّ مَن في رأسه عينان أنّه قائد الأركان الأكثر ضُعفًا في تاريخ الكيان، وأنّ عمليات الجيش العسكريّة خلال فترته لم تترك أيّ انطباعٍ إيجابيٍّ، على حدّ تعبيره.
واستعرض المُحلِّل العديد من إخفاقات الجنرال كوخافي، مُشدّدًّا على أنّه لم يأمر بمُعالجة الإرهاب اليهوديّ الذي يُمارسه المُستوطنون في الضفّة الغربيّة المُحتلّة ضدّ الفلسطينيين، كما أنّه تجاهل العديد من إخفاقات الضباط الإسرائيليين، وعوضًا عن إبعادهم من الجيش، قام بترقيتهم.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّ المُحلِّل المُرتبِط بدوائر صُنع القرار في الجيش وفي المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، شدّدّ على أنّه في كلّ ما يتعلّق ببناء قوّة الجيش، وتفعيله في سوريّة، وقيادة الحرب السريّة ضدّ إيران، والقيام بعملياتٍ مُختارةٍ في غزّة والضفّة الغربيّة وفي سيناء وضدّ حزب الله، بالإضافة إلى المعركة بين الحروب في جبهاتٍ بعيدةٍ مثل البحر الأحمر واليمن، فإنّ الجنرال كوخافي واصل تقليد سلفه، ولفت المُحلِّل إلى وجود بونٍ شاسعٍ بين تصريحاته وبين الأعمال العسكريّة على أرض الواقع، وفق تعبيره.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أورد المُحلِّل الإسرائيليّ واقعتيْن مُهمّتيْن وبارزتيْن للعين: الجنرال كوخافي أكّد أنّ الجيش الإسرائيليّ تحت قيادته سيكون أكثر مُميتًا، وأنّه سيسعى للنصر، ولكن على أرض الواقع، أكّد المُحلِّل في عملية “حارس الأسوار”، أيْ العدوان البربريّ الذي شنّه الاحتلال ضدّ قطاع غزّة في أيّار (مايو) الماضي، أخفق الجيش بقيادة كوخافي بتوجيه ضربةٍ خاطفةٍ، والتي كانت تهدِف لاغتيال قادة (حماس) وهم في الأنفاق، وبعد مرور شهريْن على وضع الحرب العدوانيّة المذكورة ضدّ غزّة، تمكنّت خليّةً تابِعةً لحزب الله اللبنانيّ من اختراق الحدود، وقام الجيش بـ”طردهم” بعد أنْ أطلق النار فوق رؤوسهم، خشيةً من أنْ يؤدّي الاشتباك إلى التصعيد على الجبهة الشماليّة، على حدّ قول المُحلِّل ميلمان.
وجزم المُحلِّل أنّه في جمع الحوادث والاختبارات والامتحانات التي وقعت في عهد كوخافي، برزت لدى القائد العّام لجيش الاحتلال عدم وجود القيادة، وأحكامًا مغلوطةً، الذهول وفقدان الأحاسيس، مُشيرًا إلى أنّ الجنرال كوخافي لم يقُل شيئًا، وتحديدًا عندما صرحّ بأنّ حركة (حماس) وحركة (الجهاد الإسلاميّ) و(حزب الله) هم ليسوا تنظيماتٍ إرهابيّةٍ، بل جيوش إرهاب، وكأنّ لهذه الألفاظ أيّ تأثيرٍ على تغيير الواقع، على حدّ وصفه.
المُحلِّل أشار أيضًا إلى أنّه خلال فترة بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء امتنع الجنرال كوخافي عن إطلاق أيّ تصريحٍ من شأنه إثارة القوى السياسيّة اليمينيّة ضدّه، كما أنّه أمر الجيش بالامتناع عن مواجهة الحاخامات الذين كانوا يُحرّضون لكي لا يتحمّل مسؤولية غضبهم، وفق ما أكّده المُحلِّل ميلمان.
ونقطةً أخرى لفت إليها المُحلِّل تتعلّق ببيع الولايات المُتحدّة مُقاتلات من طراز (إف35) للإمارات العربيّة المُتحدّة، إذْ قال الخبير الأمنيّ الإسرائيليّ إنّ الجنرال كوخافي حافظ على الصمت المُطبق، عندما قام رئيس الوزراء آنذاك، نتنياهو مُستشاره للأمن القوميّ بإقناع الرئيس الأمريكيّ في تلك الفترة، دونالد ترامب، بإبرام الصفقة مع الإمارات، على حدّ قوله.