أكدت مصادر مصرية مطلعة، أن حماس وإسرائيل أكدتا خلال اتصالات ورسائل مع الجهات المختصة في القاهرة بأنهما غير معنيتان بالتصعيد والدخول في مواجهة عسكرية رغم تصاعد الأوضاع في الشيخ جراح.
وبينت المصادر في حديث لـصحيفة “القدس”، أن الجهات الأمنية الإسرائيلية التي تتواصل مع المسؤولين في المخابرات المصرية، أكدوا أنه يتم التعامل مع الأحداث في الشيخ جراح بمنتهى الدقة والمسؤولية منعًا لأي تصعيد، وأنهم لن يسمحوا بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقًا، ولذلك يعملون على ضبط الأوضاع من خلال بسط الأمن وبما في ذلك منع المستوطنين من الوصول للحي ومهاجمة الفلسطينيين.
وأشارت المصادر، إلى أن الجهات الأمنية الإسرائيلية أكدت في رسائلها أنها معنية بحالة الهدوء على مختلف الجبهات، ولن تسمح لأي من أعضاء الكنيست أو غيرهم بتوتير الأجواء مجددًا، ولا يوجد الآن أي نوايا للتصعيد، كما أنها تسعى إلى أن يمر شهر رمضان “مرور الكرام” بدون أي أحداث قد تفجر الأوضاع مجددًا.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن حركة “حماس” أكدت للمسؤولين المصريين التزامها بحالة الهدوء، وأنها غير معنية بالدخول في جولة تصعيد جديدة، لكنه في حال تمادى الاحتلال في عدوانه وتوسعت رقعة الأحداث في الشيخ جراح والقدس، فإن فصائل المقاومة ستنظر في خياراتها ومنها العودة إلى المسيرات الحدودية وتفعيل الأدوات الخشنة بما في ذلك الإرباك الليلي للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وإرسال رسائل واضحة بأن المقاومة لن تتخلى عن أهالي القدس والضفة، وأن فلسطين بقعة جغرافية موحدة لا يمكن للاحتلال أن يسمح له باستباحة منطقة على حساب أخرى.
ووفقًا للمصادر، فإن قيادة حماس أكدت أنه بالرغم من عدم رغبتها في التصعيد العسكري، إلا أن الأجنحة العسكرية للمقاومة ستكون في حالة تأهب مستمر لحماية شعبها، والدفاع عنه، كما فعلت في معركة “سيف القدس”، وأن قرار التصعيد سيكون مرهونًا بالتطورات الميدانية والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتي قد تتصاعد وتؤدي إلى استشهاد أو إصابة فلسطينيين.
وأشارت المصادر، إلى أن قيادة جهاز المخابرات المصرية، تسعى من خلال اتصالاتها مع جميع الأطراف، للإبقاء على حالة الهدوء، وعدم توتير الأجواء التي يمكن أن تجر الأوضاع إلى مواجهة جديدة تزيد من تعقيدات المشهد.
وكان مسؤول إسرائيلي كبير قال أول أمس، إن الأحداث التي يشهدها حي الشيخ جراح قد تؤدي إلى جولة تصعيد أخرى مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقال المسؤول، إن هناك مخاوف حقيقية من أن تؤدي أحداث الشيخ جراح إلى جولة أخرى، محذرًا من أن ذلك سيشعل الأوضاع في المنطقة بعد الزيارة الناجحة لبينيت إلى البحرين.
ودعا المسؤول إلى ضرورة تجنب الاستفزازات خاصة من قبل أعضاء الكنيست (كاسيف والطيبي وبن غفير – كما ذكرهم) الذين يصلون الحي بهدف إشعال الأوضاع، مشددًا على ضرورة منع التصعيد باعتبار أن القدس مكان حساس.
وأكد على أن الحكومة الإسرائيلية ستتخذ كل ما يمكنها من إجراءات من أجل الحفاظ على الأمن والهدوء وتجنب أي استفزازات تقود الأوضاع إلى عواقب سيئة.