شيعت جماهير غفيرة بعد ظهر يوم الثلاثاء جثمان الشهيد الشيخ سليمان الهذالين (70 عاما) في قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة، الذي استشهد أمس الإثنين متأثرا بإصابته جراء دهسه من مركبة إسرائيلية قبل نحو أسبوعين.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى الميزان بالمدينة وصولا إلى منزل ذوي الشهيد قبل مواراته الثرى بمقبرة العائلة في أم الخير.
وشارك في موكب التشييع مئات المواطنين وأعيان ووجهاء بمدينة الخليل ومدن وقرى أخرى بالضفة المحتلة، وسط صيحات التكبير وترديد الهتافات الغاضبة والمطالبة بالثأر لدماء الشهيد.
وشدد المشيعون على "ضرورة إطلاق يد المقاومة بالضفة لتأخذ دورها في الدفاع عن أبناء شعبنا والتصدي لجرائم الاحتلال واعتداءات المستوطنين".
كما طالبوا بتوسيع فعاليات المقاومة الشعبية التي سلكها الشهيد الهذالين لتمتد إلى كل قرى الضفة المحتلة.
في غضون ذلك، عمّ الإضراب الشامل، مدينة يطا بالتزامن مع تشييع جثمان الهذالين.
وأصيب الهذالين بالرأس والصدر والبطن والحوض بعد دهسه بمركبة تابعة لقوات الاحتلال يوم 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، وأدخل إلى مستشفى الميزان بالخليل لتلقي العلاج، إلى حين استشهاده.
و"الشيخ سليمان" كما يطلق عليه الصحفيون، و"أيقونة المقاومة الشعبية" كما يسميه ناشطون، كان حاضرا في كل فعالية لرفض الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وبالأخص في جنوبها ومحيط قريته التي يزحف إليها الاستيطان.
وتعود جذور عائلة الهذالين البدوية إلى منطقة "عراد" جنوبي فلسطين المحتلة، وقد هجّروا إلى الضفة الغربية وانتشروا في سفوحها الشرقية، وبينها مناطق جنوب الخليل المسماة "مَسافِر يَطّا".
وزفت حركة حماس الشيخ "الهذالين"، وأكدت أن "دماءه لن تذهب هدرًا، وستكون وقودًا يعاظم قوة المقاومة الشعبية في ضفتنا الأبية".