الصفحة الرئيسية / / / / / عرض الخبر

تقدير إسرائيلي: التسوية الاقتصادية لن تجلب هدوءا مع غزة

حجم الخط

 

رصد نيوز - فلسطين المحتلة

حذر كاتب إسرائيلي مما وصفه "وهم" ما يسمى بـ"التسوية الاقتصادية" التي تعتقد أوساط في الاحتلال أن تحل محل "التسوية السياسية" مع حركة حماس، لأنها لن تحقق الهدوء الأمني مع قطاع غزة، بحسبه.


واعتبر الكاتب "دورون مصا" في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "مقتل قناص وحدة حرس الحدود، برئيل حدارية شموئيلي، بعد إصابته بنار فلسطيني على جدار القطاع، لا يعكس فقط خطأ تكتيكيا للجيش الإسرائيلي بل تشوها استراتيجيا". 

 

وشبّه الكاتب الاحتلال بالولايات المتحدة في السياق الإيراني، إذ إنه "يتوق لتسوية مع حماس، ومثل واشنطن، وتحقيق ذلك أمنية لدينا أيضا، تختبئ خلفها قراءة عليلة لحماس برئاسة يحيى السنوار، تصدح بالفشل الاسرائيلي في فهم فتح، منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل)". 


وتابع موضحا: "عام 1991، تبنت إسرائيل مفهوم التسوية السياسية، والفرضية التي تبينت أنها مغلوطة؛ كانت أن تبني مفهوم الأرض مقابل السلام؛ بأنه سيذيب تماما الكفاح الفلسطيني، حيث جسد انهيار مسيرة أوسلو في أعقاب الانتفاضة الثانية بعد أن رفض عرفات العرض الإسرائيلي لاتفاق دائم واعطى اسنادا للنضال تجاهها، جسد حقيقة أن الحركة الوطنية الفلسطينية لم ترى أبدا النزاع بتعابير كلاسيكية لتسوية سياسية تقوم على أساس الحل الوسط الإقليمي، بل كمعركة بعيدة المدى نهايتها هزيمة الصهيونية". 

اقرأ أيضا: مناورة أمريكية إسرائيلية في البحر الأحمر تحصل للمرة الأولى


وقال مصا: "بعد نحو 30 سنة من انهيار المسيرة السياسية، وإسرائيل تصر على أن تكرر بالضبط الخطأ الفكري إياه، هذه المرة بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة حماس، وفي هذه المرة ورث مكان فكرة التسوية السياسية فكرة التسوية الاقتصادية – هي نفس السيدة مع تغيير التمشيطة - والتي تقوم على أساس استبدال فكرة الأمن مقابل الأرض بفكرة الأمن مقابل الاقتصاد" وتحرير جزئي لحصار القطاع". 


ولفت إلى أن "هذه الفكرة أصبحت في السنوات الأخيرة حجر الزاوية في سياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة، فقد انخرطت جيدا ضمن عدم اهتمام إسرائيل بمعركة عسكرية في القطاع، والتمسك بها كان شديدا لدرجة أن تل أبيب مالت لأن ترى استمرار فعل (النضال والمواجهات يشتى الطرق) حماس كفعل مارق لا يمثل الخط الرسمي للمنظمة، أو كتعبير عن مخاض الولادة الذي يرافق مسيرة دخول الحركة لتسوية بعيدة المدى (هدنة)، تسوية تنطوي في داخلها على استعداد للجم مطلق وكامل لهذه الأعمال".


ونبه الكاتب، أن "المواجهة الأخيرة مع حماس في شهر أيار/مايو 2021، هي الأخرى لم تؤدي إلى تغيير في زاوية النظر الإسرائيلية، بل العكس هو الصحيح،  فقد أكدت الفرضية بأنه في أعقاب القتال نشأ نضج للتسوية، دون الاستيعاب بأنه مثل فتح والمنظمة، التي باسم مبدأ خلود النزاع لم تكن أبدا مستعدة لأن تنهي النزاع مع إسرائيل، ودمجت الحوار مع النضال، كما أن حماس تنظر إلى استراتيجيتها بتعابير الواقع الذي يدمج المفاوضات مع المقاومة". 


وأضاف: "هذه استراتيجية هذا وذاك (تسوية ومقاومة في نفس الوقت) التي تميز إيران (مفاوضات مع الولايات المتحدة ونووي في نفس الوقت)، تتناقض مع الاستراتيجية الاسرائيلية التي تقوم على أساس نموذج إما أو (إما المواجهة أو التسوية)". 


ورأى مصا، أن "الدرس الذي يعلمه لنا التاريخ، لا يكمن فقط في حقيقة أنه لا يوجد فرق جوهري بين فتح وحماس، بل يفهم أن إسرائيل تميل إلى تكرار أخطائها؛ بأنها تطبق على خصومها أنماط تفكير غربية"، معتبرا أنه "بعد وهم التسوية السياسية يمكن الصحوة من فكرة التسوية الاقتصادية، أو على الأقل استيعاب حقيقة أنها لا تحمل في داخلها وعدا بواقع من الهدوء الأمني". 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق