الصفحة الرئيسية / / / عرض الخبر

علاء اللقطة: أداوي جرح المرضى بالمشرط و أمسح على جرح وطني بالريشة

حجم الخط

 

رصد نيوز- فلسطين المحتلة

أَحبّ الرسم منذ صغره وقد حباه الله بهذه الموهبة، فكانت الألوان لا تفارق يديه، ويعبر عما يجيش بداخله من خلال خطوط ورسومات أصبحت فيما بعد فناً منتفضاً متمرداً يسمى (الكاريكاتير)، ويحارب بريشته كل ما يضر الوطن، ويرى أن سلاح فن الكاريكاتير هو سلاح لمقاومة المحتل الذي أثبت نجاحه فهو فن مؤثر سريع الانتشار له جمهور واسع لا يحتاج إلى ترجمان.


علاء اللقطة ولد بغزة عام 1972 وهو طبيب، ورسام كاريكاتير فلسطيني، اشتهر برسماته الوطنية التي تعكس الواقع العربي والفلسطيني، ويرسم في عدة صحف فلسطينية وعربية مختلفة، وحاصل على البورد (الزمالة) الرومانية في جراحة التجميل.


 بداياته في الرسم: 

عرّف علاء اللقطة فن الكاركاتير بأنه فن الضحك المر، الذي يختزل الأحداث بخطوط بسيطة معبرة تغني عن آلاف الكلمات، وهو فن الصورة البصرية التعبيرية التي لها وقع في الوجدان، وتأثير في النفس، وتحريك للمشاعر، وهو فن النقد الساخر الساحر المضحك المبكي في آن واحد.


وقال اللقطة في حديثه لـ"دنيا الوطن": "أحببت هذا الفن منذ طفولتي وقد حباني الله بموهبة الرسم، فكانت الألوان لا تفارق يديّ، لكن قرار الولوج في هذا الفن كان يوم اغتيال الشهيد ناجي العلي حيث كنت طالباً في الثانوية يومها، وأثار حادث اغتياله في نفسي تساؤلات كثيرة أفضت فيما بعد إلى احترافي هذا الفن لعليّ أكمل مسيرته، وأساهم في مشروع تحرير فلسطين من بوابة هذا الفن".


ويعرف ناجي العلي الذي أثر بشخصية الفنان علاء اللقطة بأنه رسام القضية الفلسطينية الذي اشتهر برسمته (حنظلة)، ومن خلال رسمات الكاريكاتير دشن حقبة ريادة  التغير السياسي بإستخدام الرسم، واغتيل الفنان ناجي العلي في عام 1987، ليتسلم علاء اللقطة الراية من بعده.


الموازنة بين عمله كطبيب وكرسام: 

قال اللقطة:" أداوي جرح المريض بالمشرط، وأمسح على جرح وطني بالريشة ، فالمسألة ليست سهلة، لكن بمزيد من الجهد واستثمار الوقت أحاول التوفيق ما بين عملي كجراح وما بين عملي كرسام ".



فن الكاريكاتير سلاح لمقاومة المحتل:

واعتبر اللقطة أن  فن الكاريكاتير هو أحد أشكال المقاومة، ويسميه فن المقاومة الناعمة، فالصراع مع المحتل صراع طويل ممتد، ويحتاج أن نستخدم كل الوسائل المشروعة في مقاومته، مشيراً إلى أن سلاح فن الكاريكاتير أثبت نجاحه وتفوقه في هذه المعركة، فهو فن مؤثر سريع الانتشار له جمهور واسع لا يحتاج إلى ترجمان. 


وتابع اللقطة :"الكاريكاتير عابر للحدود يصل مداه لكل شعوب الأرض، لتفنيد الرواية الإسرائيلية الكاذبة والمساهمة في نشر الرواية الفلسطينية الحقيقية، وهو فن أثبت جدارته برفع مظلمة الشعب الفلسطيني للعامل كله، وفضح ممارسات المحتل بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، كما ساهم في معركة الوعي وتعزيز الصمود في صفوف أجيالنا جيلاً بعد جيل".



رسوماته وتناولها للأحداث السياسية: 

وفيما يتعلق برسوماته وتناولها للأحداث السياسية وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية، أوضح اللقطة أن تناول الأحداث السياسية في الدول العربية نابع من عمق القضية العربية، ففلسطين هي قضية العرب والمسلمين، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية تبقى له كفنان كاريكاتير فلسطيني هي القضية المركزية التي تستحوذ على الجهد والأولوية والانتماء الأصيل.


 وأشار اللقطة إلى أن تناول تفاصيل القضية الفلسطينية يأتي من خلال رسومات يخاطب بها الشعب الفلسطيني لرفع معنوياته وبث الأمل فيه وشحذ الهمم وتعزيز الصمود ووحدة الصف، وهناك رسومات يخاطب بها الرأي العام العربي والدولي بغية حشد التأييد والتعاطف مع القضية الفلسطينية ونقل حقيقة ما يجري على الأرض، ورسومات يخاطب فيها المحتل وتحمل سمة التحدي والإصرار على الصمود والمقاومة والاستهانة بكل ممارسات المحتل وجرائمه من أن تثنينا عن قضيتنا أو التخلي عن حقنا.



تأثير الرسومات على الفلسطينيين:

وعن تأثير رسوماته على الفلسطينيين والوطن العربي أردف اللقطة :" التأثير كبير و يزداد يوماً بعد يوم، لأننا أصحاب حق وندافع عن قضية عادلة ونحمل لواء بقعة مقدسة من الأرض باركها الله في كتبه السماوية، وأنطق ريشتنا بصدق وانعكس أثره على المتابعين".


وتابع:" لديّ على صفحتي على موقع (فيسبوك) قرابة 100ألف صديق ومتابع من جنسيات وأعراق وأديان مختلفة جمعها حب فلسطين، عدا عن مئات الألاف  بل الملايين التي تتابع أعمالي على أشهر المواقع العربية التي أرسم لها بشكل يومي، بل وصل مدى رسوماتي للإعلام العبري الذي يتابع ما أرسم بشكل دوري، وهناك أعمال لي تترجم للغات مختلفة".



تضييقات واجهها خلال مسيرته الفنية:

وواجه اللقطة خلال مسيرته الفنية ولازال يواجه عقبات وتضييقات وصلت حد التهديد من جهات مختلفة ، أبرزها الاحتلال الإسرائيلي والذي قام بتهديده على لسان الناطق باسمه أفيخاي أدرعي، مشيراً إلى أن هذه المضايقات تبرز جدوى وتأثير هذا الفن، وتدلل على صحة طريقه، فطريق الحق محفوف بالمكاره.


وأضاف :" هذه المضايقات لن تثنيني عن أداء رسالتي تجاه وطني، ولن أكف عن الرسم حتى اللوحة الأخيرة التي أحلم أن أرسمها في مسقط رأسي الفالوجا المحتلة بعد تحريرها".


وكان قد قام الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي  أفيخاي أدرعي بالسطو على كاريكاتير اللقطة وتحريفه  ونشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وأضاف عليه تعليقا باللغة العربية "قالتنا حماس أن نأتي"، أي أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هي التي طلبت من هؤلاء المتظاهرين التوجه نحو السياج الزائل شرقي قطاع غزة، ثم نشره أدرعي على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، للتحريض ضد حركة حماس وضد الرسام اللقطة.


رسوماته الشاملة: 

ولفت اللقطة إلى أنه أحياناً يتناول القضايا الاجتماعية التي تهم المواطن وتلامس حياته، لكن الأصل في أعماله هو الكاريكاتير السياسي، وذلك لأن الشعب الفلسطيني يعيش تحت الإحتلال، مضيفاً أن السياسة تمتزج بتفاصيل الحياة، ورسام الكاريكاتير يعبر عن نبض الشارع، وينطق بلسان المواطن، ويرسم ما يجيش بصدور المواطنين.


دوافعه للاستمرار بفن الكاريكاتير: 

عبر اللقطة عن سبب استمراره بهذا المجال (فن الكاريكاتير) قائلاً:" سبب استمراري بهذا الفن هو الإيمان بعدالة قضيتي، وعظم رسالتي، وانتمائي لوطني، وحبي لشعبي".


طموحه ورسالته: 

وذكر اللقطة رسام الكاريكاتير :" طموحي أن يصل صوت فلسطين من خلال ريشتي للعالم بأكمله، ورسالتي للعالم نحن أصحاب الحق والأرض".











ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق