رصد نيوز- فلسطين المحتلة
السلاح الذي وصف كثيرًا بأنه سلاح "طخيخة الأعراس"، أصبح العديد من شبان مخيم جنين لا يخرجونه اليوم إلا لمقاومة الاحتلال، والدفاع عن مدينتهم ببسالة عالية.
يُمكن رؤية المشهد الجديد بوضوح في اشتباكات جنين ومخيمها مؤخرًا، وفي شخصية المقاوم الذي ظهر في تشييع شهداء فجر يوم الإثنين في مخيم جنين، مرتديًا الزي العسكري لسرايا القدس؛ الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
لفت انتباهي المقاوم الذي ربط بندقيته بقطعة قماش بيضاء، معلنًا من خلالها أن سلاحه هذا لمقاومة الاحتلال وليس لإطلاق النار بالهواء.
في جنين فجر الإثنين، لم يهدأ إطلاق النار بانسحاب جيش الاحتلال، بل استمرَّ طوال المسيرة التي تجولت في جنين ومخيمها لوداع اثنين من أربعة شهداء قتلهم جيش الاحتلال، واختطف جثماني اثنين منهم، لينطلق نداءٌ إلى جموع المسلحين بأن يوفروا رصاصهم للاحتلال، بدلاً من إطلاق الرصاص في الهواء.
في هذه الأثناء، لفت انتباهي المقاوم الذي ربط بندقيته بقطعة قماش بيضاء، معلنًا من خلالها أن سلاحه هذا لمقاومة الاحتلال وليس لإطلاق النار في الهواء.
ظل هادئًا طوال فترة التشييع، يسير ببطء بين الناس، يقترب من الشهيدين تارة ويقف على جانب الطريق وحيدًا بانتظار إكمال المسير تارة أخرى، وحين وصل الجثمان إلى مدخل مقبرة الشهداء في مخيم جنين حمل جثمان الشهيد على كتفه وبيده حمل سلاحه وسار إلى الأمام.
أعلن هذا المقاوم بكل فخر أن السلاح الذي سيحمله بيده هو سلاح مقاومة، وقرر أن يخبئ رصاصه لمقاومة الاحتلال.
خلال التشييع وأثناء تواجد الشهيدين في المسجد، كان أحد الزملاء الصحفيين على وشك الخروج في بث مباشر للقناة التي يعمل معها، توجه زميل آخر نحو الملثم وطلب منه أن يتقدم ليقف خلف الزميل الأول فيظهر في كادر المشهد، إلا أنه رفض ذلك وظل ثابتًا مكانه بانتظار استمرار التشييع.
أعلن هذا المقاوم بكل فخر أن السلاح الذي سيحمله بيده هو سلاح مقاومة، وقرر أن يخبئ رصاصه لمقاومة الاحتلال وليس لإطلاق الرصاص في الهواء، مؤكدًا أن الاحتجاج الحقيقي على استشهاد نور وصالح وأمجد ورائد هو بالمقاومة.
دحض هذا المقاوم، كما فعل مقاومو المخيم، كل الأقاويل التي خرجت تقول إن السلاح في جنين هو سلاح ينسب لأصحاب رؤوس الأموال وتجار الأسلحة ولـ "طخيخة" الهواء والشجارات العائلية أو الاحتفالات، وأثبت أن هدفه واحد ومصوب باتجاه محدد هو الاحتلال، الاحتلال وفقط.
شهداء جنين اليوم، وُلِدوا في سنوات الانتفاضة الثانية، حيث المعركة التي اجتاح فيها جيش الاحتلال المخيم تحت غطاءٍ جوي.
هذه المرة، كثيرٌ من المسلحين خرجوا دون لثام، ودون أن يخفوا وجوههم، وهذا -غالبًا- لسببين لا ثالث لهما، إما لعدم اكتراثهم في حال عرفهم الاحتلال، أو لأنهم مطلوبين مسبقًا للاعتقال من قبل جنود الاحتلال.
ما تجدر الإشارة له، أن شهداء جنين اليوم، وُلِدوا في سنوات الانتفاضة الثانية، حيث المعركة التي اجتاح فيها جيش الاحتلال المخيم تحت غطاءٍ جوي، ليشتبك معه العشرات من مقاتلي المقاومة في المخيم. بعد 20 سنة من هذا الاجتياح الذي خلّف دمارًا كبيرًا في المخيم، ارتقى الشهداء الأربعة في اشتباكٍ مسلح ليس الأول من نوعه في جنين ومخيمها خلال الشهور الأخيرة.
فمنذ أحداث الشيخ جراح لم يهدأ صوت الرصاص في مدينة جنين ومخيمها، في كل مرة يقتحم جنود الاحتلال المنطقة، أو حتى من خلال وحدات الإرباك الليلي التي تخرج يوميًا إلى حواجز المحافظة ومناطق التماس فيها.