رصد نيوز- فلسطين المحتلة
تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى جعل كل تفاصيل حياة الأسرى الفلسطينيين ضرباً من الألم والمعاناة حتى في التقلبات المناخية، فمع ارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد وكذلك الرطوبة وبقلة التهوية داخل سجون الاحتلال ومراكز توقيفها، تتضاعف معاناة الأسرى خصوصاً في المعتقلات الصحراوية وتلك القريبة من الساحل.
وتنتشر في بعض السجون الروائح الكريهة والحشرات، وتحرم الإدارة الأسرى في غالب الأحيان من شراء الهوايات أو تركيب مكيفات في السجون، وتتعمد في بعض الأحيان قطع المياه أو حرمان الأسرى من الماء البارد في أقسام العزل الانفرادي.
وتزداد شكاوى الأسرى حول ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة لا سيما في السجون الصحراوية كسجن "السبع"، و"نفحة" و"ريمون" و"النقب" (أقسام الخيام)، وفي السجون القديمة كـ"الدامون"، والعزل كـ"الرملة - نيتسان" تحت الأرض، وعالية الرطوبة كـ"شطة" و"جلبوع".
مكتب إعلام الأسرى قال إن الظروف المناخية هذا الصيف جاءت قاسية جدا على الأسرى خاصة مع وصول موجات متتالية من الحر إلى المنطقة الأمر الذي ضاعف من معاناتهم في السجون وخاصة تلك التي تقع في منطقة النقب الصحراوية وهى اربعة سجون (النقب-نفحه- ايشل- بئر السبع) وتضم خلف أسوارها ما يزيد عن نصف الأسرى، وهناك تشتد الحرارة بشكل كبير جداً ، مما يسبب لهم أذى نفسي وجسدي وأمراض جلدية وصداع ودوخة ، مع انعدام وسائل التبريد في السجون .
وأضاف إعلام الأسرى أن الأسرى في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة وشديدة الحرارة لا يجدون ملجأ سوى الماء البارد ويضطرون للاستحمام أكثر من 3 مرات يوميا، للتخفيف من وطأة الحر ، مع قلة وجود المراوح داخل الغرف إضافة إلى ان المراوح لا تجدي نفعا في هذه الظروف حيث تدير الهواء الساخن في الغرفة فقط ، ولا تقوم بتبريده .
كذلك يعيش الأسرى في سجن النقب الصحراوي أوضاع قاسية للغاية، مع استمرار موجه الحر، حيث أجواء الصحراء التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى معدلات كبيرة تصل الى 45 درجة في بعض الأيام .
حتى أن الأسرى لم يستطيعوا الخروج من الخيام والغرف أيام الحر الشديد نتيجة ارتفاع الحرارة بشكل كبير ، حيث يخشون على حياتهم في هذه الأجواء، خاصة في ظل انعدام توفير الأدوية والعلاجات الأولية الطبية داخل السجون في حال أصيب أي منهم بضربة شمس أو حالات إغماء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة .
وأوضح إعلام الأسرى أن درجات الحرارة المرتفعة تسبب لهم معاناة متفاقمة، تضاف إلى ظروفهم القاسية أصلا في النقب نتيجة ممارسات الاحتلال القمعية ، والعقوبات المفروضة عليهم منذ ما يزيد عن عام كذلك أثرت على أوضاعهم ونشاطهم داخل السجن، فخلال ساعات النهار لا يتحركون داخل الأقسام الا للضرورة وخاصة الاقسام المبنية من الخيام لأنها مكشوفة للشمس وخصوصاً في ساعات الظهيرة.
ويستعين الأسرى في سجن النقب بالماء لتبريد ارضية واسقف الخيام بشكل مستمر للتخفيف من وطأة الحرارة ، خشية على حياتهم في هذه الأجواء، بينما يخشى الاسرى على حياتهم من انتشار الزواحف السامة و أفاعي الصحراء والقوارض والحشرات، التي تخرج من أوكارها مع ارتفاع درجات الحرارة ، و من السهل جداً ان تصل إلى أقسامهم وخيامهم ، مع عدم وجود وسائل لمكافحتها .
كذلك اشتكى الأسرى في سجن "جلبوع" من الظروف المعيشية القاهرة التى يعيشونها ، خصوصاً في الأيام التي تشهد ارتفاع متزايد لدرجات الحرارة في فصل الصيف ، حيث أكد الأسرى أن الغرف تتحول إلى أفران من شدة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة، ولا يجدون سوى المراوح يلجئون إليها في مثل هذه الظروف، حيث لا زالت ادارة السجن تماطل في توفير مراوح اضافية للأسرى تساعد على تخفيف درجات الحرارة فالعدد الموجود قليل جداً ولا يكفي حاجة الأسرى اضافة الى الاكتظاظ في الغرف .
مراكز التوقيف
وبين إعلام الأسرى أن خطورة الحرارة المرتفعة تظهر بشكل أكبر في مراكز التوقيف والتحقيق ، حيث الاكتظاظ والغرف الضيقة ، وانعدام التهوية بشكل كامل، حيث اشتكى الأسرى في مركز توقيف “عتصيون” القريب من الخليل، و" حوارة " بالقرب من مدينة نابلس كذلك مركز توقيف "المسكوبية" بالقدس، من ظروف اعتقالية صعبة خلال موجات الحر المتتابعة التي ضربت المنطقة، وخاصة في ظل تعمد الاحتلال احتجازهم في زنازين محكمة الإغلاق تفتقر لأي منفذ للتهوية، علاوة على ارتفاع نسبة الرطوبة، وانبعاث رائحة كريهة من الزنازين والملابس، مع عدم توفر الماء البارد و اضطرارهم لشرب الماء الساخن.
ونقل إعلام الأسرى عن العديد من الأسرى في سجون الاحتلال معاناتهم خلال موجات الحر من انتشار بعض الأمراض المصاحبة للحر، ومنها الأمراض الجلدية وخاصة انتشار البثور في الجسم واحمرارها بشكل سريع، وما يساعد على انتشارها عدم وجود علاج سريع لها من قبل الإدارة، وكذلك الصداع المستمر نتيجة الحر.
وطالب إعلام الأسرى المؤسسات الحقوقية وعلى رأسها الصليب الاحمر التدخل والضغط على الاحتلال لتوفير مستلزمات الاسرى الحياتية، والتخفيف من معاناتهم في مثل هذه الظروف الاستثنائية، حيث تعتبر حق لهم وليس منَّة من الاحتلال، وخاصة وسائل التبريد.