رصد نيوز - فلسطين المحتلة
تحت عنوان “توقعوا صخبا واغتيالات أقل في عهد رئيس الموساد الجديد” نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تحليلا للخبير الإسرائيلي في الشؤون الأمنية والاستخباراتية يوسي ميلمان، زعم فيه أن تسمية ديفيد برنيع رئيسا لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) الأسبوع المقبل خلفا ليوسي كوهين، سيحدث تغييرات ذات طابع “شخصي” على أسلوب عمل وكالة التجسس الخارجي الإسرائيلية، رغم أنه لن يمس بطبيعة مهامها وعملياتها وأولوياتها.
ويتوقع الكاتب أن برنيع الذي كان نائبا لرئيس الموساد منذ 2019، سيتعامل مع نهج الاغتيالات “كملاذ أخير”، خلافا لسلفه يوسي كوهين الذي تفاخر طوال الفترة التي قضاها على رأس الجهاز بأنه دعا لتوظيف هذا الأسلوب من أجل تصفية علماء إيران النوويين ومهندسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكبار قادة حزب الله اللبناني.
ويرجح أن يدشن برنيع قطيعة مع سياسة الاغتيالات والولع الذي أظهره سلفه بالعلاقات العامة طوال 5 سنوات قضاها في المنصب، كما يعتزم أن يعيد للموساد سريته وتكتمه المعهودين سابقا، وأن يجعل الوكالة “أقل تسييسا” حيث يرجح أن يكون أقل قربا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الخبير الإسرائيلي إن هذه التغييرات ستعكس بشكل أساسي “نمط وسمات وشخصيتي” كل من رئيس الموساد الحالي وخليفته، رغم أنهما اشتغلا معا عن كثب في جميع عمليات الوكالة الكبرى منذ عام 2019.
يرى في المقابل أن تستمر الوكالة خلال فترته في تأدية مهمتها الأساسية والمتمثلة في جمع المعلومات استنادا إلى أسلوب يزاوج بين “التجسس البشري” من خلال شبكات العملاء و”التجسس التقني” عبر توظيف التكنولوجيا ووسائل الحرب الإلكترونية.
لكن الكاتب يقول إنه سيكون من الصعب للغاية على الموساد حتى في ظل أسلوب برنيع الخافت أن يدحض “أسطورة” التصقت به لسنوات، وتظهره دوما على أنه “آلة قتل” مهمتها المحورية اغتيال أعداء إسرائيل وتخريب أهداف العدو.
ويقول الكاتب إن كبار المسؤولين في الموساد ومجتمع المخابرات الإسرائيلي، يعتقدون عموما أن برنيع سيجعل الوكالة مرة أخرى منظمة بعيدة عن الأنظار، تتفادى الأضواء وطقوس “تقديس الشخصية” التي ميزت حقبة يوسي كوهين.
فالوكالة التي تضمّ قوة عاملة قوامها 7 آلاف فرد، ليست “منظمة شخص واحد” كما حاول كوهين تصويرها، فهي تعتمد أسلوب العمل الجماعي، وكل عملية استخبارية ناجحة هي في واقع الأمر نتيجة جهود مضنية من قبل عشرات وأحيانا مئات المحللين وضباط المخابرات والتقنيين والسائقين والعاملين في مقرها الواقع شمالي تل أبيب وخارجه بالميدان في جميع أنحاء العالم.
ويعتقد ميلمان أن إحدى المهام الرئيسية لبرنيع على رأس الموساد ستكون تحمّل مسؤوليته “بنزاهة مهنية” وتقديم صورة استخباراتية دقيقة لنتنياهو -إن بقي رئيسا للوزراء- حتى لو لم تكن تلك الصورة تروقه.
ويشير إلى أن أولوية أخرى ستكون ملقاة على عاتق الرئيس المقبل للموساد، وهي تحسين العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال فترة الرئيس جو بايدن، وبشكل خاص بين الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، حيث سيتعين عليه العمل بجد لنزع فتيل التوترات التي أحدثها نتنياهو بشأن عودة واشنطن المتوقعة للاتفاق النووي.
ويختم ميلمان بأن الأجندة الأساسية للموساد لن تتغير رغم كل ما سبق، وستبقى جهود جمع المعلومات حول البرنامج النووي الإيراني وإفشال جوانبه العسكرية -إن دعت الضرورة إلى ذلك- على رأس سلم الأولويات.