الصفحة الرئيسية / / / عرض الخبر

بقلم الكاتب /عدنان أبو عامر - غزة ومقاومتها من جديد تؤرقان الإسرائيليين

حجم الخط

 


بقلم الكاتب /عدنان أبو عامر 


رغم الهدوء النسبي القائم في قطاع غزة، وعلى حدوده الشرقية مع فلسطين المحتلة، لكن ذلك لم يوقف بث المخاوف الإسرائيلية بين حين وآخر، وآخرها التحذيرات من تسلل قوات كوماندوز حماس من البحر، واستخدام طائرات دون طيار متفجرة، ومحاولة خطف جندي، باعتبارها بعض التهديدات التي تواجه القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقد باتت الوسائل التكنولوجية الدفاعية، والخطوط العريضة المعاد تصميمها، ومفهوم إدارة القوات والتحديات الجديدة التي أوجدتها حماس، جزء من الفسيفساء اليومية التي يواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتتصدر جبهته العملياتية.


كما أن كيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي المختلفة، تجمع معلومات وأبحاثًا دقيقة وسريعة عن قدرات حماس العسكرية، بجانب ما تجمعه الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية، ما أوجد ما يمكن تسميته خوارزمية أمنية، تؤكد أن الجانبين أمام ثورة معلومات بكل معنى الكلمة.

 

إجراء آخر يغير قواعد اللعبة في حرب الدماغ في غزة التي تخوضها (إسرائيل) وحماس معًا، يتمثل في أجهزة الاستشعار الموجودة بعمق في الأرض للكشف عن نشاط الأنفاق، ونظرًا لما تحوزه المقاومة الفلسطينية من إمكانية قتالية، يضطر جيش الاحتلال أحيانًا لعدم القيام بدوريات على طول قطاع غزة، وأحيانًا عدم السير مشيًا على الأقدام في الليل، والقيام بحركات مخادعة، وعدم قيادة السيارات العسكرية، واستخدام المركبات المضادة للدروع.

 

ورغم أن فرقة غزة التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي تقوم بترتيب جميع التهديدات والمعلومات الحيوية في منطقة قطاع غزة، وتصنفها، لكن الانطباع السائد لديها أنه حتى تنتهي الانتخابات الفلسطينية العامة، فلن يظهر شيء غير عادي على طول الحدود مع غزة، رغم أن هذه الانتخابات تتقدم بشكل أفضل منذ عام 2006.

 

تبدي قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي قلقها الجدي من تطور استخدام الطائرات المسيرة لدى الفلسطينيين، وتحسين عمل قذائف الهاون وقوات النخبة التابعة لحماس، وهذه تطورات مزعجة لـ(إسرائيل)؛ لأن الخطوة التالية تتمثل باصطدام طائرة شراعية فلسطينية بأخرى إسرائيلية.

 

إن التهديد الإسرائيلي المقلق قادم من البحر، والسيناريو المتوقع تكرار ما حصل مع تسلل كوماندوز حماس لشاطئ زيكيم في حرب غزة 2014، ما يجعل النطاق البحري اليوم الأكثر تحديًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يكن لديه آنذاك طريقة واضحة لإحباط عمل خلية حماس البحرية على الشاطئ.

 

القناعة الإسرائيلية السائدة أن حماس تواصل حفر الأنفاق، بعضها لأغراض دفاعية في عمق الأراضي الفلسطينية، وبعضها عبر السياج الحدودي، وستحاول في الحرب القادمة مفاجأة الجيش الإسرائيلي بقرار تنفيذ هجوم سيؤدي لخسائر فادحة، بما في ذلك الاختطاف أو الهجوم على قوات الحدود، ما يعني أنها لن تتخلى في المواجهة العسكرية المقبلة عن مفاجآتها تجاه إسرائيل، وسوف تحاول إيذاءها.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق